حممود جرابعة حركة حماس : مسيرة مترددة نحو السالم محمود جرابعة

Transcript

1 [] حممود جرابعة حركة حماس : مسيرة مترددة نحو السالم محمود جرابعة دائرة السياسة واحلكم اآذار/ مارSس 2010

2 حركة حماSس: مùسرية مرتددة نحو الùسالم [] تاأSسùس"املركز الفلùسطيني للبحوث الùسياSسية واملùسحية" يف مطلع عام 2000 كمركز مùستقل للبحوث ا ألكادميية ودراSسات الùسياSسات العامة. يهدف املركز لتطوير وتقوية املعرفة الفلùسطينية يف جمالت ثالث: الùسياSسات الفلùسطينية الداخلية التحليل الSسرتاتيجي والùسياSسة اخلارجية البحوث املùسحيةواSستطالعات الراأي العام. يقوم املركز بالعديد من النûشاطات البحثية: اإعداد الدراSسات وا ألبحاث ا ألكادميية ذات العالقة بالùسياSسات الفلùسطينية الراهنة تûشكيل جمموعات عمل لدراSسة ق ضايا ومûشاكل تواجه املجتمع الفلùسطيني وUصانع القرار ووVضع حلول لها وعقد امل ؤومترات واملحاVرضات واملوجزات املتعلقة بûس ؤوون الùساعة. اإن املركز الفلùسطيني للبحوث ملتزم باملوVضوعية والنزاهة العلمية ويعمل على تûشجيع وبلورة تفهم اأف ضل للواقع الفلùسطيني الداخلي وللبيئة الدولية يف اجواء من حرية التعبري وتبادل ا آلراء. ا آلراء الواردة يف هذا الكتاب تعرب عن راأي Uصاحبها وليùس بال رضورة راأي املركز. املركز الفلùسطيني للبحوث والدراSسات الùسياSسية واملùسحية Uص. ب 76 Tشارع ا إلرSسال رام اهلل فلùسطني ت 02( ( فاكùس 02( ( بريد الكرتوين: pcpsr@pcpsr.org

3 حممود جرابعة [3] حممود جرابعة: باحث متخüصüص يف ديناميكيات التحول لدى احلركات ا إلSسالمية يف فلùسطني ومüرص وتركيا. يحمل درجة املاجùستري يف الدراSسات الدولية من جامعة بريزيت تخرج عام مرTشح لنيل درجة الدكتوراه من جامعة Erlangen-Nürnberg يف اأملانيا. يبحث يف اأطروحته عن اآليات التحول داخل احلركات ا إلSسالمية وديناميكيات التفاعل مع ا ألنظمة الùسياSسية يف كل من مüرص وتركيا.

4 [4] حركة حماSس: مùسرية مرتددة نحو الùسالم محتويات الدراسة )1( املقدمة 7... )2( حماSس والعملية الùسلمية خلفية موقف حماSس من حل الدولتني تبدل املواقف )حتولت حماSس جتاه حل الدولتني( اأول : من دولة اإSسالمية على اأراVضي فلùسطني التاريخية اإىل دولة على ا ألراVضي املحتلة عام ثانيا : الهدنة كاSسرتاتيجية بديلة لالعرتاف باإSرسائيل ) Tرشوطها وخياراتها واحتمالتها ثالثا : حماSس والعرتاف باإSرسائيل كاأمر واقع رابعا : حماSس وقرارات الûرشعية العربية والدولية خامùسا : حماSس واملوقف من القوى الفاعلة يف عملية الùسالم موقف قيادات حماSس من العرتاف باإSرسائيل )حتليل م ضمون Uصحيفة الرSسالة( التوجهات املختلفة داخل قيادات حماSس جتاه ق ضية العرتاف باإSرسائيل مواقف قيادات حماSس ما قبل املûشاركة الùسياSسية وما بعدها نتائج التحليل يف م ضمون تüرصيحات قادة حماSس جتاه العرتاف باإSرسائيل مواقف الSسالميني من ق ضايا عملية الùسالم التباعد والتقارب بني مواقف م ؤويدي فتح وا إلSسالميني جتاه ق ضايا مرتبطة بعمليةالùسالم اأول : تاأييد اأفكار مûشابهة ل أالفكار الواردة يف مبادرة جنيف واأفكار كلينتون ومفاوVضات طابا ثانيا : تاأييد العرتاف املتبادل والقبول بحل الدولتني ثالثا : املوقف من خطة خارطة الطريق رابعا : تاأييد مبادرة الùسالم العربية...56 خامùسا : املüصاحلة بني الûشعبني الفلùسطيني وا إلSرسائيلي )3( موقف حماSس من منظمة التحرير الفلùسطينية واملفاوVضات والتفاقيات الفلùسطينية ا إلSرسائيلية...60

5 [] حممود جرابعة 1.خلفية موقف حركة حماSس من اإUصالح منظمة التحرير وبرناجمها الùسياSسي اأول : موقف حماSس من اإUصالح منظمة التحرير ثانيا : موقف حماSس من برنامج منظمة التحرير الùسياSسي موقف حماSس من املفاوVضات الفلùسطينية ا إلSرسائيلية موقف حماSس من التفاقيات الفلùسطينية- ا إلSرسائيلية مواقف قيادات حماSس من املفاوVضات والتفاقيات الفلùسطينية ا إلSرسائيلية )حتليل م ضمون Uصحيفة الرSسالة( التوجهات املختلفة داخل قيادات حماSس جتاه ق ضايا املفاوVضات والتفاقيات نتائج التحليل يف م ضمون تüرصيحات قادة حماSس مواقف الSسالميني من منظمة التحرير واملفاوVضات والتفاقيات الفلùسطينية - ا إلSرسائيلية موقف الSسالميني من مرجعية م.ت.ف كاأSساSس لتùسوية الüرصاع العربي ا إلSرسائيلي موقف الSسالميني من املفاوVضات التباعد والتقارب بني مواقف م ؤويدي فتح وا إلSسالميني جتاه اتفاقية ممكنة بني اجلانبني الفلùسطيني وا إلSرسائيلي اأول : تاأييد اأفكار مûشابهة ل أالفكار الواردة يف مبادرة جنيف واأفكار كلينتون ومفاوVضات طابا ثانيا : اتفاقية بناء على مرجعية وثيقة ا ألSرسى )4( حماSس واملقاومة يف مرحلة ما بعد املûشاركة الùسياSسية خلفية موقف حماSس من املقاومة املقاومة بني مرحلتني )حتولت حماSس جتاه املقاومة( اأول : تركيز املقاومة يف ا ألراVضي املحتلة عام 1967 وتراجع العمليات الSستûشهادية ثانيا : تبدل ا ألولويات ثالثا : اجلمع بني الùسلطة واملقاومة )يد تبني ويد تقاوم(...120

6 [6] حركة حماSس: مùسرية مرتددة نحو الùسالم رابعا : التهدئة واملزاوجة بني الùسلطة واملقاومة مواقف قيادات حماSس من التهدئة )حتليل م ضمون Uصحيفة الرSسالة( التوجهات املختلفة داخل قيادات حماSس جتاه التهدئة العوامل التي اأثرت على مواقف قيادات حماSس قيادات حماSس الراف ضة وامل ؤويدة للتهدئة نتائج حتليل م ضمون Uصحيفة الرSسالة موقف ا إلSسالميني من املقاومة واأTشكالها واأهدافها التباعد والتقارب بني مواقف م ؤويدي فتح وا إلSسالميني حول اأTشكال املقاومة واأهدافها اأول : العمليات Vضد مدنيني اإSرسائيليني ثانيا : جمع Sسالح الفüصائل الفلùسطينية ثالثا : اإطالق الüصواريخ من قطاع غزة رابعا : نûرش قوات دولية يف قطاع غزة خامùسا : وقف اإطالق النار SسادSسا : تركيز املقاومة Vضمن ا ألراVضي املحتلة عام Sسابعا : ا إلرهاب )5( خالUصة الدراSسة عوامل التقارب والتباعد بني مواقف قاعدتي فتح وا إلSسالميني جتاه حل Sسلمي للق ضيةالفلùسطينية ( )6 املüصادر واملراجع

7 حممود جرابعة [7] ( )1 املقدمة متخ ضت نتائج النتخابات التûرشيعية الثانية )كانون الثاين/يناير 2006( عن فوز حركة حماSس ب أاغلبية مقاعد املجلùس التûرشيعي مما دفعها لتûشكيل احلكومة الفلùسطينية العاTرشة )اآذار/مارSس 2006( دون ا ألخذ بعني العتبار متطلبات عملية الùسالم التي انطلقت بعد م ؤومتر مدريد للùسالم )تûرشين الثاين/نوفمرب 1991( ورف ضها اللتزام بالتفاقيات التي اأنûشئت مبوجبها الùسلطة الفلùسطينية واإUرصارها على تبني املقاومة خيارا اSسرتاتيجيا. Sساهمت هذه املواقف يف فرVض حüصار مايل وSسياSسي على»حكومة حماSس«من قبل اللجنة الرباعية املعنية بعملية الùسالم -الوليات املتحدة ا ألمريكية وروSسيا والحتاد ا ألوروبي وا ألمم املتحدة- واأطراف دولية اأخرى. اTشرتطت اللجنة الرباعية على حكومة حماSس Vرضورة نبذ العنف )املقاومة( والعرتاف ب إاSرسائيل والتفاقيات املوقعة ما بني اجلانبني الفلùسطيني وا إلSرسائيلي. اعتربت اللجنة الرباعية الSستجابة لهذه املتطلبات Tرشطا مùسبقا للتحاور مع احلركة وفك احلüصار املايل والùسياSسي املفروVض عليها وعلى احلكومة التي Tشكلتها. مùست Tرشوط الرباعية اجلانب ا إلSسرتاتيجي املتداخل مع الديني يف فكر حماSس واأيديولوجيتها مما جعلها غري قادرة على التعاون والSستجابة املباTرشة جتاه هذه الق ضايا اأو حتى اإبداء نية للمùساومة عليها وخاUصة العرتاف املباTرش والüرصيح ب إاSرسائيل. كما زاد يف اإرباك SسياSسة حماSس غموVض مواقفها من العرتاف مبنظمة التحرير الفلùسطينية )م.ت.ف( ممثال Tرشعيا وحيدا للûشعب الفلùسطيني وعدم اعرتافها بقرارات املجلùس الوطني الفلùسطيني لعام 1988 واملبادرة العربية للùسالم التي حتمل بني طياتها اعرتافا ب إاSرسائيل وجتاهلها اSستحقاقات عملية الùسالم والتفاقيات الفلùسطينية - ا إلSرسائيلية ومتùسكها باملقاومة خيارا اSسرتاتيجيا لهذا فقد Tشكلت Tرشوط الرباعية ومواقف حماSس منها م أازقا خطريا للنظام الùسياSسي الفلùسطيني املبني على اتفاقيات الùسالم والعرتاف املتبادل ما بني م.ت.ف واإSرسائيل برعاية دولية مما جعل خيارات ا ألطراف املûشاركة يف العملية الùسلمية حمدودة وUصعبة. يه د ف هذا البحث اإىل دراSسة التحولت الùسياSسية التي طراأت على ر ؤوية حركة حماSس وخطابها الùسياSسي جتاه عملية الùسالم بعد دخولها املعرتك الùسياSسي الفلùسطيني وفوزها يف النتخابات التûرشيعية الثانية وتûشكيلها احلكومة الفلùسطينية العاTرشة ومن ثم حكومة الوحدة الوطنية وSسيطرتها على قطاع غزة بالقوة املùسلحة. وبالتزامن مع دراSسة هذه املحطات التاريخية وحتليلها مت اإلقاء ال ضوء على املبادرات الùسياSسية وامل ؤومترات واحلوارات. حüصلت حركة حماSس على 74 مقعدا با إلVضافة اإىل 4 مقاعد من الذين دعمتهم احلركة وذلك من اأUصل 132 مقعدا من مقاعد املجلùس التûرشيعي. بينما حüصلت حركة فتح على 45 مقعدا. وحüصلت بقية القوائم النتخابية )اجلبهة الûشعبية وحتالف بديل واملبادرة الوطنية والطريق الثالث( على تùسعة مقاعد.

8 [8] حركة حماSس: مùسرية مرتددة نحو الùسالم الداخلية واخلارجية التي Tشاركت فيها حماSس التي قد تكون اأثرت على مواقفها اأو Sساهمت يف تغيري Sسلوكها جتاه ق ضايا عملية الùسالم املختلفة. وقد Tشملت املتغريات التي متت دراSستها ثالث ق ضايا رئيùسية مرتبطة مبواقف حماSس وهي: اأول : حل الدولتني والعرتاف ب إاSرسائيل. ثانيا : اعتبار م.ت.ف والتفاقيات التي وقعتها اأSساSسا لتùسوية الüرصاع العربي ا إلSرسائيلي. ثالثا: موقف حماSس من املقاومة بعد مûشاركتها يف احلياة الùسياSسية الفلùسطينية. تطرح الدراSسة التùسا ؤول ا آلتي وحتاول ا إلجابة عليه: هل ميكن القول اأن حركة حماSس بعد مûشاركتها يف النتخابات التûرشيعية الثانية وتûشكيلها للحكومة الفلùسطينية العاTرشة باتت قاب قوSسني اأو اأدنى من القبول بحل الدولتني )دولة فلùسطينية واأخرى اإSرسائيلية( ومن ثم العرتاف ب إاSرسائيل تبعا لذلك اأم هل ما زالت حريüصة على مبادئها واأفكارها الراف ضة لالعرتاف ب إاSرسائيل والقبول بحل الدولتني وتقدم عوVضا عن ذلك»تنازلت«يف ق ضايا مرتبطة بالعمل املùسلح واملفاوVضات والتفاقيات الفلùسطينية ا إلSرسائيلية والهدنة والعالقة مع منظمة التحرير وغريها وهي الق ضايا املرتبطة ب إادارة الüرصاع وليùس بحله تقوم منهجية الدراSسة على مقارنة مواقف حركة حماSس جتاه عملية الùسالم وق ضاياها املختلفة قبل مûشاركتها يف النتخابات التûرشيعية الثانية وبعدها. وتùسعى الدراSسة اإىل النظر مليثاق حماSس وSسلوكها وممارSستها الùسياSسية على اأرVض الواقع ومراجعة بياناتها واأدبياتها وتüرصيحات قادتها وحتليل م ضمون Uصحيفة الرSسالة واSستطالعات الراأي العام التي اأجراها املركز الفلùسطيني للبحوث الùسياSسية واملùسحية 3 وجمموعة من املقابالت الûشخüصية مع قيادات احلركة يف كل من ال ضفة الغربية وقطاع غزة. وقد اجتهدنا اأن نوظف جميع ما اأتيح لنا من بيانات ومقابالت Tشخüصية ومعلومات كمية ونوعية للتعرف على توجهات حماSس واSسرتاتيجيتها جتاه عملية الùسالم بعد مûشاركتها يف النتخابات التûرشيعية الثانية وهل اأثرت مûشاركتها يف النتخابات على اإحداث حتولت يف مواقفها الùسياSسية جتاه ق ضايا عملية الùسالم كحل الدولتني والعرتاف ب إاSرسائيل والتفاقيات واملفاوVضات وغريها وقد وفر لنا تنوع املüصادر وتعدد مüصادرها قدرة كبرية على اإبراز التوجهات املختلفة. تüصدر عن حزب اخلالUص الSسالمي وهي Uصحيفة مقربة من حركة حماSس وتكاد تكون الüصحيفة املعربة عن مواقف احلركة.. 3 ميكن الوUصول اإىل اSستطالعات املركز الفلùسطيني للبحوث الùسياSسية واملùسحية على الرابط التايل:

9 حممود جرابعة [9] داخل قيادات حماSس جتاه ق ضايا عملية الùسالم ما بني قياداتها الùسياSسية من جهة وما بني قياداتها الùسياSسية وقاعدتها الûشعبية من جهة اأخرى. فبالنùسبة اإىل قيادات حماSس الùسياSسية اأظهرت الدراSسة وجود تباينات يف املواقف الùسياSسية بني قياداتها املختلفة فبع ض قيادات حماSس اأظهرت اSستعدادا للتعاطي مع اأفكار SسياSسية مطروحة حلل الق ضية الفلùسطينية كقبول حل الدولتني والعرتاف ب إاSرسائيل والSستعداد إلنهاء الüرصاع العربي ا إلSرسائيلي بينما ل تزال قيادات اأخرى تتبنى مواقف متûشددة جتاه هذه الق ضايا فرتف ض العرتاف ب إاSرسائيل وتتمùسك مبواقفها جتاه اإنهاء الüرصاع العربي ا إلSرسائيلي. اأما 4 بالنùسبة اإىل التباينات ما بني مواقف قيادات حماSس الùسياSسية ومواقف قاعدتها الûشعبية فقد اأظهرت الدراSسة من جانب وجود فجوة يف املواقف الùسياSسية ما بني قيادات احلركة وقاعدتها الûشعبية جتاه بع ض الق ضايا املرتبطة بعملية الùسالم كاملüصاحلة ما بني الûشعبني الفلùسطيني وا إلSرسائيلي والعرتاف ب إاSرسائيل ومبادرة الùسالم العربية وغريها. ومن جانب اآخر اأظهرت الدراSسة وجود تقارب وانùسجام يف املواقف الùسياSسية ما بني قيادات حماSس وقاعدتها الûشعبية جتاه ق ضايا اأخرى كاملقاومة وهو ما دفعنا لالSستنتاج اأن هناك تنوعا واختالفا يف املواقف والجتهادات الùسياSسية ما بني قيادات حماSس وقاعدتها الûشعبية. مت رUصد تناغم املواقف اأو تعارVضها ما بني قاعدة حماSس الûشعبية ومواقف قادتها من خالل حتليل اSستطالعات الراأي التي اأجراها املركز الفلùسطيني للبحوث الùسياSسية واملùسحية خالل الفرتة املمتدة ما بني عام 2000 حتى نهاية العام 2008.دون اهمال الSستطالعات الùسابقة التي اجراها مركز البحوث والدراSسات الفلùسطينية )نابلùس( للفرتة ما بني وذلك ملقارنة مواقف ا إلSسالميني خالل فرتات زمنية خمتلفة. تûشتمل اSستطالعات الراأي العديد من املتغريات واملواقف الùسياSسية التي مت مقارنتها قبل مûشاركة حماSس يف النتخابات التûرشيعية وبعدها كموقف قاعدة حماSس من املüصاحلة ما بني الûشعبني الفلùسطيني وا إلSرسائيلي والعرتاف ب إاSرسائيل ومبادرة الùسالم العربية والعمليات املùسلحة وغريها. اأظهرت مواقف قاعدة حماSس جتاه هذه الق ضايا مدى النùسجام اأو التعارVض ما بني مواقف قاعدة حماSس ومواقف قياداتها الùسياSسية وهو ما قدم لنا تüصورات واVضحة عن خüصائüص قاعدة حماSس الûشعبية ومكوناتها وقد زادت اأهمية هذه التüصورات عندما متت مقارنتها مع مواقف قاعدة حركة فتح جتاه نفùس الق ضايا خالل نفùس الفرتة. 4. نفرق يف هذا املùستوى من التحليل ما بني قاعدة حماSس اجلماهريية ونواتها الüصلبة. نعني يف هذه الدراSسة بقاعدة حماSس: جمهور الناخبني واملتعاطفني وامل ؤويدين املùستعدين لدعم احلركة والتüصويت لها يف حال وجود انتخابات فلùسطينية جديدة. اأما نواة احلركة الüصلبة فنقüصد بهم: اأع ضاء احلركة الذين يûشكلون جمتمعني كادرها التنظيمي.

10 [10] حركة حماSس: مùسرية مرتددة نحو الùسالم اأما تنوع املواقف داخل قيادات حماSس فتم رUصده بûشكل اأSساSسي من خالل حتليل Uصحيفة الرSسالة ومقابالت Tشخüصية مع قيادات احلركة. اأظهر حتليل Uصحيفة الرSسالة حجم التباينات داخل قيادات احلركة ومراكز القوى املختلفة داخلها والعوامل التي اأثرت على مواقف قياداتها من عملية الùسالم كما اأتاح لنا حتليل Uصحيفة الرSسالة فوائد اأخرى اأهمها: اأول :التعرف على املوقف احلقيقي لقيادات حماSس من خالل قراءة اخلطاب املوجه مباTرشة جلمهور احلركة واأع ضائها كون جمهور هذه الüصحيفة هم يف اأغلب ا ألحيان من املتدينني اأو احلمùساويني بüصورة اأSساSسية. ثانيا : حتييد العوامل وامل ؤوثرات اخلارجية التي قد تكون اأثرت على مواقف قادة حماSس ودفعتها نحو العتدال اأو التûشدد بعد فوز احلركة يف النتخابات التûرشيعية الثانية كمحاولة هذه القيادات الظهور مبظهر املعتدل عند خماطبة الراأي العام العاملي اأو ا إلSرسائيلي من خالل وSسائل اإعالمه. وقد يقول البع ض اإن العكùس Uصحيح وSسوف يحاول قادة احلركة الظهور مبظهر املتûشدد عند خماطبة جمهور احلركة من خالل Uصحيفة الرSسالة. وهذا الكالم فيه من الدقة الûشيء الكثري ولكن اإذا ظهر لدينا من خالل التحليل اأن هناك توجهات تخالف التيار واملنحى العام لقيادات حماSس ف إان النتائج عندها ميكن اأن تثبت اأو تنفي ما نذهب اإليه من وجود توجهات وتباينات خمتلفة لدى قيادات حماSس جتاه ق ضايا عملية الùسالم. ثالثا : اإمكانية قياSس جمموعة من العوامل واملتغريات خالل مراحل زمنية خمتلفة من خالل حüرص قناة التüصال وتوحيدها يف Uصحيفة واحدة وهو ما ميكننا عمليا من مقارنة مواقف قيادات حماSس قبل املûشاركة يف النتخابات التûرشيعية مع مواقفهم بعد املûشاركة وتûشكيل احلكومة العاTرشة والùسيطرة على قطاع غزة بالقوة املùسلحة. رابعا : تقدمي م ؤوTرشات عن حجم احلراك والتحولت داخل قيادات حماSس جتاه ق ضايا عملية الùسالم املختلفة يف حال وجدت. وعلى الرغم من اأهمية كل ما مت عرVضه عن اأهمية حتليل Uصحيفة الرSسالة اإل اأن ذلك ل ينايف املحاذير الكثرية التي ل بد من التنويه لها واإبرازها كالتخوف من كون Uصحيفة الرSسالة وهيئة حتريرها تركز وتتحيز لقيادات حماSس الفاعلة يف قطاع غزة وتتجاهل قيادات احلركة ا ألخرى يف-ال ضفة الغربية واخلارج- خاUصة اإذا اأخذنا بعني العتبار الغياب القùرسي لقيادات حماSس يف ال ضفة الغربية عن املûشهد الùسياSسي بعد اعتقالهم. واخلûشية من اUصطفاف اإدارة Uصحيفة الرSسالة وهيئة حتريرها لتوجه داخل حماSس على حùساب التوجهات ا ألخرى مما قد يدفع هيئة التحرير اإىل اإبراز توجه على حùساب التوجهات

11 حممود جرابعة [11] ا ألخرى با إلVضافة اإىل التخوف من ت أاثري عوامل اإقليمية وداخلية على SسياSسات التحرير والنûرش كال ضغط على هيئة التحرير اأو وجود رقابة ذاتية من قبل هيئة التحرير لتبني توجه معني واإبرازه داخل احلركة اأو وجود ت أاثري اأو حتكم من قبل ممولني الüصحيفة بùسياSساتها وتوجهاتها Sسواء اأكانوا اأطرافا داخلية اأم خارجية. مت تقùسيم Uصحيفة الرSسالة اإىل ثالث مراحل متتد منذ بداية العام 2005 وحتى نهاية العام 2007 وذلك لكي يتùسنى لنا تتبع تطور خطاب قيادات حماSس جتاه عملية الùسالم خالل ثالث فرتات خمتلفة ولكنها متداخلة مما يتيح لنا Vضبط العوامل املختلفة التي اأثرت على مواقف قيادات حماSس وخطابها جتاه ق ضايا عملية الùسالم املختلفة. Sسيûشار عند حتليل Uصحيفة الرSسالة اإىل هذه املراحل باملرحلة ا ألوىل والتي متتد من بداية عام 2005 وحتى النتخابات التûرشيعية وقد Tشهدت هذه املرحلة العديد من املحطات املفüصلية التي Sساهمت يف اإTرشاك حماSس يف النظام الùسياSسي الفلùسطيني كاتفاق القاهرة الذي ت ضمن التوUصل اإىل تهدئة ما بني الفüصائل الفلùسطينية واإSرسائيل وفرت ا ألجواء إلمتام النùسحاب ا إلSرسائيلي من قطاع غزة من طرف واحد واأرSست اأSسùسا جديدة للحوار واملüصاحلة الوطنية نتج عنها اTشرتاك حماSس يف النتخابات التûرشيعية. كما Tشاركت حماSس خالل هذه املرحلة يف النتخابات املحلية وحققت انتüصارات واVضحة يف بع ض املواقع. واملرحلة الثانية التي متتد من النتخابات التûرشيعية وحتى Sسيطرة حماSس املùسلحة على قطاع غزة وقد Tشهدت هذه الفرتة العديد من ا ألحداث الùسياSسية التي من املحتمل اأن تكون قد اأثرت على موقف قيادات حماSس من العرتاف ب إاSرسائيل كفوز حماSس يف النتخابات التûرشيعية وتûشكيلها للحكومة العاTرشة وفرVض حüصار مايل وSسياSسي على»حكومة حماSس«من قبل املجتمع الدويل وتوقيع وثيقة الوفاق الوطني واتفاق مكة وتûشكيل حكومة الوحدة الوطنية للخروج من ا ألزمة الùسياSسية التي اأUصبح يعاين منها الûشعب الفلùسطيني خاUصة بعد اTشتداد الüرصاع الفلùسطيني الداخلي واحتدام القتتال املùسلح بني حركتي فتح وحماSس با إلVضافة اإىل انهيار التهدئة ما بني الفüصائل الفلùسطينية واإSرسائيل واأSرس اجلندي ا إلSرسائيلي»جلعاد Tشاليط«وتنفيذ اإSرسائيل للعديد من العمليات العùسكرية Vضد اأهداف فلùسطينية كالهجوم ا إلSرسائيلي على قطاع غزة يف متوز/يوليو 2006 والذي اأدى اإىل اSستûشهاد عائلة اأبو Sسلمية القيادي يف حركة حماSس والهجوم على حي الûشجاعية والذي اSستûشهد فيه 19 فلùسطينيا يف اآب/اأغùسطùس من نفùس العام با إلVضافة اإىل اSستûشهاد اأكرث من Sسبعني فلùسطينيا يف بيت حانون يف Tشهر تûرشين الثاين/ نوفمرب 2006 وغريها. اأما املرحلة الثالثة وا ألخرية فتمتد من Sسيطرة حماSس املùسلحة على قطاع غزة وحتى

12 [12] حركة حماSس: مùسرية مرتددة نحو الùسالم نهاية العام 2007 وقد اتùسمت هذه املرحلة بانûشطار النظام الùسياSسي الفلùسطيني اإىل نüصفني هيمنت حركة حماSس على نüصفه )قطاع غزة( وحركة فتح على النüصف ا آلخر )ال ضفة الغربية( كما اعتربت اإSرسائيل قطاع غزة»كيانا معاديا «وقامت ب إاغالق املعابر املحيطة بالقطاع وذلك إلحكام الùسيطرة العùسكرية والقتüصادية والùسياSسية على»حكومة حماSس«. ناقûش هذا البحث العديد من املفاهيم واملüصطلحات املرتبطة بعملية الùسالم الفلùسطينية - ا إلSرسائيلية التي انطلقت بعد م ؤومتر مدريد للùسالم يف تûرشين الثاين/نوفمرب ارتبط مüصطلح عملية الùسالم خالل الùسنوات املاVضية باجلدال والنقاTش الùسياSسي وابتعد هذا اجلدال يف اأغلب ا ألحيان عن النقاTش ا ألكادميي العلمي املوVضوعي فهناك من يعترب اأن ثمة عملية Sسالم ما بني اجلانبني الفلùسطيني وا إلSرسائيلي حتققت من خاللها انùسحابات اإSرسائيلية من اأراVض فلùسطينية كانت حمتلة منذ العام 1967 واإنûشاء اأول Sسلطة فلùسطينية عليها وبناء العديد من امل ؤوSسùسات الوطنية التي تûشكل يف جمملها نواة الدولة الفلùسطينية املùستقبلية. يف اجلهة املقابلة هناك من ل يعرتف بهذه العملية ويعتربها جمرد تùسوية SسياSسية هدفها التنازل عن ا ألراVضي الفلùسطينية وحرمان الالجئني الفلùسطينيني من حق العودة واإقامة الدولة الفلùسطينية على كامل ا ألراVضي الفلùسطينية التاريخية. تبتعد هذه الدراSسة عن هذا اجلدال يف املواقف املùسبقة وتلتüصق مبفهومها العلمي ا ألكادميي الذي يقر بوجود عملية Sسالم فلùسطينية - اإSرسائيلية انطلقت بûشكل رSسمي بعد م ؤومتر مدريد للùسالم ونتج عنها اتفاقيات فلùسطينية - اإSرسائيلية ثنائية. وقد ت ضمنت هذه التفاقيات اعرتافا متبادل بني اجلانبني الفلùسطيني وا إلSرسائيلي وموافقة فلùسطينية على اإقامة دولتني لûشعبني ونبذ العنف. وترجمت هذه التفاقيات بانùسحابات اإSرسائيلية من بع ض املناطق الفلùسطينية واإنûشاء اأول Sسلطة فلùسطينية واإجراء انتخابات فلùسطينية لختيار ممثلي الûشعب الفلùسطيني يف ال ضفة الغربية وقطاع غزة يف املجلùس التûرشيعي وهو ما يجعلنا نق ر اأنه يوجد واقع SسياSسي جاء حمüصلة لالتفاقيات الفلùسطينية - ا إلSرسائيلية واأن هناك Sسلطة فلùسطينية ل يزال رئيùسها حتى هذه اللحظة يفاوVض اجلانب ا إلSرسائيلي بهدف اإقامة دولة فلùسطينية على ا ألراVضي املحتلة عام 1967 كما يبحث عن حل لق ضايا مüصريية تهم الكل الفلùسطيني كق ضية الالجئني والقدSس واملùستوطنات واحلدود وغريها. تتفاعل مع هذا الواقع الùسياSسي اجلديد جمموعة من العوامل التي ت ؤوثر فيه منها ما هو مرتبط ب أابعاد دولية واإقليمية كالüرصاع بني حموري العتدال واملمانعة ومنها ما هو مرتبط ب أابعاد فلùسطينية داخلية ناجتة عن الüرصاع الفلùسطيني الداخلي بني برناجمني اأحدهما يتبنى خيار التùسوية وا آلخر يتبنى خيار املقاومة. جاءت مûشاركة حماSس يف النتخابات التûرشيعية

13 حممود جرابعة [13] Vضمن Sسياق التفاعالت والSستحقاقات الفلùسطينية الداخلية التي نتجت عن وفاة الزعيم الفلùسطيني ياSرس عرفات وفوز اأبي مازن يف النتخابات التûرشيعية والتفا ؤول الذي Sساد بعد ذلك ب إامكانية التوUصل اإىل تùسوية تنهي الüرصاع العربي ا إلSرسائيلي خاUصة بعد النùسحاب ا إلSرسائيلي من قطاع غزة واقتناع الرئيùس الفلùسطيني ب رضورة اإTرشاك التيار ا إلSسالمي املتمثل بحركة حماSس يف احلياة الùسياSسية وبالتايل دجمها يف عملية الùسالم الفلùسطينية ا إلSرسائيلية وخمرجاتها. نتج عن حماولة الدمج هذه فوز حركة حماSس ب أاغلبية مقاعد املجلùس التûرشيعي الفلùسطيني وتûشكيلها احلكومة الفلùسطينية العاTرشة واأUصبحت حركة حماSس تùسيطر على م ؤوSسùسات رئيùسية يف الùسلطة الفلùسطينية )املجلùس التûرشيعي و رئاSسة الوزراء( الناTشئة مبوجب اتفاقيات اأوSسلو التي ترتبط بûشكل اأو باآخر باجلانب ا إلSرسائيلي وبالتفاقيات املوقعة معه فالùسلطة الفلùسطينية نتاج لهذه التفاقيات وملزمة تبعا لذلك بتنùسيق اأعمالها ونûشاطاتها يف اأغلب ا ألحيان مع اجلانب ا إلSرسائيلي. اإذن فحركة حماSس اأUصبحت»جمربة«على التعامل مع هذا الواقع الذي اأUصبحت جزء ا اأSساSسيا منه بغ ض النظر عن مواقفها الùسياSسية. وهذا يتطلب منها اأن تعلن عن مواقفها من هذه التفاقيات ومكوناتها واإفرازاتها ومن الطرف ا آلخر املكون لها -اجلانب ا إلSرسائيلي- واأن تتفاعل كذلك مع املجتمع الدويل املùساهم بûشكل فعال يف التوUصل اإىل هذه التفاقيات واملمول لها. هذه العوامل جمتمعة تدفعنا اإىل القول: اإن حركة حماSس باتت مرتبطة بعملية الùسالم Sسواء بûشكل مباTرش اأم غري مباTرش وبالتايل يüصبح من ال رضوري اأن نتùساءل عن مواقف احلركة من حل الدولتني والتفاقيات واملفاوVضات واملقاومة وغريها. وتزداد هذه ا ألهمية بعد اأن بداأت احلركة ببلورة ر ؤويتها الùسياSسية جتاه الüرصاع العربي ا إلSرسائيلي. Uصحيح اأنها ل تزال غري مكتملة ولكنها Tشكلت مûرشوعا SسياSسيا جتاه عملية الùسالم كان اأحد اأهم ركائزه املوافقة على اإقامة دولة على ا ألراVضي املحتلة عام ينقùسم هذا البحث اإىل ثالثة فüصول يتناول كل منها ق ضية اأSساSسية تتعلق بفهم التغريات والتطورات الùسياSسية التي حدثت على مواقف حركة حماSس جتاه عملية الùسالم بعد فوزها يف النتخابات التûرشيعية. يعالج الفüصل ا ألول التطورات الùسياSسية التي حüصلت على مواقف حماSس ور ؤويتها وبرناجمها الùسياSسي بعد فوزها يف النتخابات التûرشيعية الثانية جتاه حل الدولتني والعرتاف املتبادل بني الفلùسطينيني وا إلSرسائيليني واإنهاء الüرصاع العربي ا إلSرسائيلي. كما يحلل هذا الفüصل العتبارات التي حددت مواقف حماSس من حل الدولتني وخاUصة الق ضايا املتعلقة باملوقف من اإنûشاء دولة فلùسطينية يف حدود الرابع من حزيران يونيو عام 1967 والهدنة والعرتاف ب إاSرسائيل ك أامر واقع والSستعداد إلنهاء الüرصاع العربي ا إلSرسائيلي واحرتام قرارات الûرشعية العربية والدولية وتغري نظرة

14 [14] حركة حماSس: مùسرية مرتددة نحو الùسالم احلركة جتاه القوى الفاعلة يف عملية الùسالم ويفرتVض هذا املحور من الدراSسة اأن هناك تطورات على مواقف حماSس جتاه حل الدولتني بعد فوز احلركة يف النتخابات التûرشيعية وتûشكيلها احلكومة العاTرشة متثلت ب إاعادة ت أاكيد احلركة على مواقفها الùسابقة املت ضمنة اإقامة دولة فلùسطينية على ا ألراVضي املحتلة عام 1967 وبروز توجهات داخل احلركة لديها الSستعداد لالعرتاف ب إاSرسائيل مقابل اإقامة هذه الدولة وحل كافة الق ضايا العالقة. اأما الفüصل الثاين فتناول مواقف حماSس من م.ت.ف ومûرشوعها الùسياSسي القائم على اأSساSس املفاوVضات الùسياSسية بني اجلانبني الفلùسطيني وا إلSرسائيلي با إلVضافة اإىل التفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير مع اجلانب ا إلSرسائيلي التي اأدت اإىل اإنûشاء الùسلطة الفلùسطينية عام 1994 كما ركز هذا الفüصل على دراSسة التغريات التي حدثت على مواقف حماSس جتاه م.ت.ف واملفاوVضات والتفاقيات الفلùسطينية ا إلSرسائيلية. ويف هذا املحور مت اإبراز العتبارات التي اأثرت على موقف حماSس جتاه هذه الق ضايا كما نظر هذا املحور يف اإمكانية مûشاركة حماSس مùستقبال يف املفاوVضات الفلùسطينية ا إلSرسائيلية واإمكانية التزامها بالتفاقيات الفلùسطينية - ا إلSرسائيلية. ويفرتVض هذا املحور اأن هناك جمموعة من التطورات الùسياSسية التي حüصلت على مواقف حماSس جتاه م.ت.ف واملفاوVضات والتفاقيات الفلùسطينية - ا إلSرسائيلية والتي ميكن البناء عليها ومراكمتها وتطويرها يف املùستقبل لكي تûشكل ر ؤوية متكاملة لدمج التيار ا إلSسالمي يف احلياة الùسياSسية والنظام الùسياSسي الفلùسطيني. اأما الفüصل الثالث فيبحث يف عالقة املقاومة املùسلحة مبûرشوع حماSس الùسياSسي الذي بداأ يتبلور بعد مûشاركتها يف النتخابات التûرشيعية. ويف هذا ا إلطار مت تùسليط ال ضوء على التغريات التي طراأت على خطاب حركة حماSس وممارSستها جتاه املقاومة املùسلحة بعد مûشاركتها يف النتخابات التûرشيعية الثانية وتتبع العوامل التي اأثرت على مواقفها من املقاومة املùسلحة ومفهومها للجمع ما بني مûرشوعي املقاومة والتùسوية.

15 حممود جرابعة [15] )2( حماس والعملية السلمية 1.خلفية يهدف هذا الفüصل اإىل اSستكûشاف مرتكزات حركة حماSس جتاه العملية الùسلمية ومواقفها من احلل الùسياSسي القائم على اأSساSس حل الدولتني وما اإذا كان رف ض حماSس لوجود دولة اإSرسائيل رف ضا اأيديولوجيا اأم SسياSسيا وهل تغريت مواقف احلركة من احلل الùسياSسي القائم على اأSساSس حل الدولتني لûشعبني بعد مûشاركتها يف النتخابات التûرشيعية وفوزها فيها وهل يوجد حقا توجهات خمتلفة جتاه حل الدولتني داخل قيادات حماSس اأم اأن قياداتها على نفùس الدرجة من التûشدد جتاه هذه الق ضية وهل تعترب الهدنة التي تطرحها حماSس هروبا من التùسوية وخمرجا يعفي احلركة من اللتزامات املرتتبة على عملية الùسالم واأهمها العرتاف ب إاSرسائيل هذه ا ألSسئلة وغريها Sسنتناولها بالدراSسة والتحليل من خالل تتبع املتغريات التي اأثرت على اأداء حماSس وخطابها الùسياSسي بعد مûشاركتها يف النتخابات التûرشيعية الثانية من خالل الرتكيز على مقارنة مواقف حماSس قبل الدخول يف النتخابات التûرشيعية مبواقفها بعد ذلك وتتبع التغريات التي حüصلت على مواقف قاعدتها الûشعبية جتاه ذات الق ضايا. ترتكز عملية الùسالم الفلùسطينية - ا إلSرسائيلية على قاعدة»ا ألرVض مقابل الùسالم«والعرتاف املتبادل بني م.ت.ف واإSرسائيل كما ورد يف اتفاق اأوSسلو عام اعرتفت م.ت.ف من خالل رSسائل العرتاف املتبادلة بني منظمة التحرير واإSرسائيل بحق اإSرسائيل يف العيûش بùسالم واأمن ووافقت على قراري جملùس ا ألمن رقم و كما التزمت م.ت.ف مبùسرية الùسالم يف الûرشق ا ألوSسط وباملûشاركة يف اإيجاد حل Sسلمي. رفع Tشعار»ا ألرVض مقابل الùسالم«يف م ؤومتر مدريد للùسالم الذي عقد يف مدينة مدريد ا إلSسبانية يف تûرشين ثاين/نوفمرب 1991 وTشمل مفاوVضات Sسالم ثنائية بني اإSرسائيل وكل من Sسوريا ولبنان وا ألردن والفلùسطينيني. وكانت حمادثات ثنائية جتري بني اأطراف النزاع العربية )لبنان Sسوريا ا ألردن فلùسطني( واإSرسائيل واأخرى متعددة ا ألطراف تبحث املواVضيع التي يتطلب حلها تعاون كل ا ألطراف. عقد امل ؤومتر مببادرة من الرئيùس ا ألمريكي جورج بوTش ا ألب يف اأعقاب حرب اخلليج الثانية وذلك برعاية كل من الوليات املتحدة المريكية والحتاد الùسوفياتي. مت الت أاكيد اأن امل ؤومتر Sسيعقد على اأSساSس مبداأ»ا ألرVض مقابل الùسالم«وقرارات جملùس ا ألمن 242 و 338 و 425. Sسار كل من ا ألردن والفلùسطينيون يف املفاوVضات على حدة ولكن Sسوريا ولبنان التزمتا بوحدة مùساريهما التفاوVضيني. 6. يعترب القرار رقم 181 اخلطة التي قامت اجلمعية العامة التابعة لهيئة ا ألمم املتحدة باملوافقة عليه يف 29 تûرشين الثاين/نوفمرب 1947 وق ضت ب إانهاء النتداب الربيطاين على فلùسطني وتقùسيم اأراVضيه اإىل 3 كيانات جديدة اأي ت أاSسيùس دولة عربية واأخرى يهودية على تراب فلùسطني واأن تقع مدينتا القدSس وبيت حلم يف منطقة خاUصة حتت الوUصاية الدولية ويطلق على هذا القرار اSسم»قرار التقùسيم«. )للمزيد راجع موقع ا ألمم املتحدة على الرابط التايل: 7. Uصدر القرار 242 عن جملùس ا ألمن الدويل التابع ل أالمم املتحدة يف 22 تûرشين الثاين/نوفمرب 1967 يف اأعقاب حرب حزيران/يونيو التي احتلت اإSرسائيل خاللها Sسيناء من مüرص وال ضفة الغربية من ا ألردن واجلولن من Sسوريا. نüص القرار على انùسحاب اإSرسائيل من ا ألراVضي العربية املحتلة واإىل اإقامة» Sسالم عادل ودائم«يف الûرشق ا ألوSسط Vضمن»حدود اآمنة ومعرتف بها«. رف ض القرار من قبل اإSرسائيل ورف ض يف البداية من قبل العرب الذين طالبوا بانùسحاب اإSرسائيل الكامل قبل املفاوVضات. اإل اأن القرار اأUصبح فيما بعد ركيزة عملية الùسالم يف الûرشق ا ألوSسط التي انطلقت بعد م ؤومتر مدريد للùسالم عام 1991.

16 [16] حركة حماSس: مùسرية مرتددة نحو الùسالم ينهي الüرصاع بني الطرفني الفلùسطيني وا إلSرسائيلي عن طريق املفاوVضات حال وحيدا يف ضي يف نهايته اإىل اإقامة دولة فلùسطينية على ا ألراVضي املحتلة عام 1967 تعيûش جنبا اإىل جنب مع دولة اإSرسائيل. يف املقابل اعرتفت اإSرسائيل ب م.ت.ف بüصفتها املمثل الûرشعي للûشعب الفلùسطيني. اأكدت حركة حماSس اأنها ليùست Vضد مبداأ الùسالم فهي مع الùسالم وتدعو له وتùسعى لتحقيقه وتتفق مع جميع دول العامل على اأهمية اأن يùسود ربوع العامل اأجمع ولكنها مع الùسالم العادل الذي يعيد احلقوق للûشعب الفلùسطيني وميكنه من ممارSسة حقه يف احلرية والعودة والSستقالل وتقرير املüصري. 8 لذا جاء موقف حركة حماSس راف ضا ملùسار التùسوية الفلùسطينية-ا إلSرسائيلية اإذ راأت احلركة اأن التفاقيات التي مت التوUصل اإليها حتى ا آلن بني اجلانبني الفلùسطيني وا إلSرسائيلي ل تلبي طموحات الûشعب الفلùسطيني ول تùستجيب للحد ا ألدنى من تطلعاته وتنطوي على التùسليم بحق اإSرسائيل يف معظم اأرVض فلùسطني وما يرتتب على ذلك من حرمان للماليني من اأبناء الûشعب الفلùسطيني من حق العودة وتقرير املüصري وبناء الدولة املùستقلة على كامل ا ألرVض الفلùسطينية واإقامة امل ؤوSسùسات الوطنية وهو اأمر ل ينايف فقط القيم واملواثيق وا ألعراف الدولية وا إلنùسانية بل يدخل يف دائرة املحظور يف الفقه ا إلSسالمي حùسب ر ؤوية حماSس ول يجوز القبول به. ف أارVض فلùسطني يف تüصور حماSس اأرVض وقف اإSسالمي اغتüصبها الüصهاينة عنوة ومن واجب املùسلمني اجلهاد من اأجل اSسرتجاعها وطرد املحتل منها. وبناء على ذلك رف ضت حركة حماSس مùسرية مدريد واTشنطن وتعتقد احلركة اأن اأخطر مûشاريع التùسوية التي طرحت حتى ا آلن هو مûرشوع اتفاق»غزة - اأريحا اأول«الذي مت التوقيع عليه يف واTشنطن بتاريخ 13 اأيلول/ Sسبتمرب 1993 م بني الكيان الüصهيوين وقيادة م.ت.ف با إلVضافة اإىل وثيقة العرتاف املتبادل بني الطرفني وما تالها من اتفاقيات مثل اتفاقيات 9 القاهرة وطابا وغريها. توقيع اتفاق اأوSسلو عام 1993 مل ي ؤود اإىل اإقامة دولة فلùسطينية على ا ألراVضي املحتلة عام 1967 اأو اإحراز تقدم جوهري وحقيقي يف الق ضايا الرئيùسية يف الüرصاع العربي ا إلSرسائيلي )القدSس الالجئني احلدود املùستوطنات وغريها( بل على العكùس من ذلك فقد اأدت ا إلجراءات ا إلSرسائيلية التي تلت التوقيع على التفاق اإىل تعقيد فرUص التوUصل اإىل حل يقوم على اأSساSس دولتني لûشعبني حيث ت ضاعف الSستيطان ا إلSرسائيلي يف ال ضفة الغربية واأعادت اإSرسائيل Sسيطرتها Tشبه الكاملة على مناطق الùسلطة الفلùسطينية املüصنفة مناطق )اأ( ومت تقطيع هذه املناطق مبئات احلواجز ا إلSرسائيلية املنتûرشة عليها 8. نبذة عن حركة حماSس منûشورة على موقع املركز الفلùسطيني ل إالعالم املقرب من حركة حماSس ميكن الوUصول لهذا النüص عرب الرابط التايل: 9. نفùس املüصدر الùسابق.

17 حممود جرابعة [17] واSستمر بناء اجلدار العازل داخل املناطق املحتلة عام 1967 وازدادت وترية تهويد مدينة القدSس وفرVض وقائع دميوغرافية وجغرافية جديدة. ترك عدم التوUصل اإىل تùسوية تنهي الüرصاع العربي ا إلSرسائيلي اأثرا كبريا يف النتخابات التûرشيعية الفلùسطينية التي جرت يف كانون ثاين/يناير 2006 والتي فازت حماSس ب أاغلبية مقاعدها. اأحدثت نتائج هذه النتخابات انقالبا داخل النظام الùسياSسي الفلùسطيني بüصعود حماSس التي كانت ترف ض عملية الùسالم وخمرجاتها اإىل Sسدة احلكم. تراجع خالل ما يقرب من العامني من تربع حماSس على Sسدة احلكومة الفلùسطينية الهتمام الدويل وا إلSرسائيلي بعملية الùسالم بحجة غياب الûرشيك الفلùسطيني من املنظور ا إلSرسائيلي كما مل تعد عملية الùسالم Vضمن ا ألجندة ا إلSرسائيلية فلم تتقدم خطوة واحدة اإىل ا إلمام كما مل تتقدم من قبل عندما توفرت فرUصتان حقيقيتان لنطالقها 10 قبل فوز حماSس يف النتخابات وهو ما اأدى اإىل ت ضا ؤول فرUصة اإقامة دولة فلùسطينية مùستقلة بüصورة كبرية جدا بالرغم من اأن الظروف الفلùسطينية الداخلية باتت مهي أاة بüصورة كبرية للموافقة على اإقامة دولة فلùسطينية على ا ألراVضي املحتلة عام 1967 بعد اTشرتاك حماSس يف النتخابات التûرشيعية وتûشكيلها للحكومة. يتنافùس على الùساحة الفلùسطينية تاريخيا برناجمان SسياSسيان. تتبنى حركة فتح وفüصائل فلùسطينية اأخرى عملية الùسالم وترى يف املفاوVضات الطريق ا ألمثل لSستعادة احلقوق الفلùسطينية واإقامة الدولة الفلùسطينية املùستقلة على ا ألراVضي املحتلة عام بينما يتمùسك التوجه الثاين والذي تتزعمه حركة حماSس باملقاومة خيارا اSسرتاتيجيا لSستعادة احلقوق الفلùسطينية. Tشهدت الùساحة الفلùسطينية خالل ا ألعوام الثالث التي تلت فوز حماSس يف النتخابات التûرشيعية جتاذبا واVضحا بني هذين الربناجمني. كûشف برنامج حماSس احلكومي الذي تاله اإSسماعيل هنية اأمام املجلùس التûرشيعي يف اآذار/مارSس 2006 حجم الهوة الواSسعة بني برنامج حماSس الùسياSسي وبرنامج الرئيùس )اأبو مازن( فقد حتفظ الرئيùس الفلùسطيني واللجنة التنفيذية ملنظمة التحرير الفلùسطينية على الربنامج فيما منح املجلùس التûرشيعي الذي تùسيطر عليه حماSس الثقة»حلكومة اإSسماعيل هنية«. انعقدت اجللùسة ا ألوىل للمجلùس التûرشيعي )اآذار/مارSس 2006( يف ظل خالفات واSستقطابات حادة بني حركتي فتح وحماSس على اإلغاء قرارات وقوانني اأقرها املجلùس التûرشيعي الùسابق. تعمقت اخلالفات الùسياSسية بني حركتي فتح وحماSس فيما بعد جتاه الق ضايا الùسياSسية وخاUصة جتاه املوقف من حل الدولتني ومرجعية م.ت.ف والتفاقيات 10. متثلت الفرUصة ا ألوىل اأثناء رئاSسة حممود عباSس )اأبو مازن( للحكومة عام اأما الثانية فكانت بعد وفاة ياSرس عرفات وفوز اأبو مازن يف النتخابات الرئاSسية يف كانون ثاين/يناير 2005 بربنامج انتخابي جوهره الرئيùس تطبيق حل الدولتني من خالل املفاوVضات املباTرشة مع اجلانب ا إلSرسائيلي )للمزيد حول برنامج )اأبو مازن( النتخابي راجع مركز املعلومات وا إلعالم الوطني التابع حلركة فتح.

18 [18] حركة حماSس: مùسرية مرتددة نحو الùسالم التي وقعتها املنظمة. Tشهدت الفرتة التي تلت تûشكيل حماSس حلكومتها Uرصاعا مùسلحا بني الفريقني Tشكلت على اأثره حركة حماSس»القوة التنفيذية«11 فيما عرVض ا ألSرسى وثيقة ت ضمنت ر ؤوية SسياSسية حلل اخلالفات ما بني احلركتني. حتفظت حركة حماSس على بع ض بنودها وقبلتها حركة فتح. دخلت حركتا فتح وحماSس على اأثر هذه اخلالفات الûشديدة ومبûشاركة كافة الفüصائل الفلùسطينية يف حوار داخلي مكثف انتهى بالتوقيع على وثيقة الوفاق الوطني )وثيقة ا ألSرسى معدلة( 12 وذلك حتت Vضغط ا آللة العùسكرية ا إلSرسائيلية بعد اأن اأSرست حماSس اجلندي ا إلSرسائيلي»جلعاد Tشاليط«. عق د اأSرس اجلندي ا إلSرسائيلي يف حزيران/يونيو 2006 ا ألزمة الùسياSسية بتفرعاتها كافة Sسواء على Uصعيد العالقات الفلùسطينية-الفلùسطينية اأو على Uصعيد العالقات الفلùسطينية-ا إلSرسائيلية. مل مينع توقيع وثيقة الوفاق الوطني من اSستمرار ت أازم العالقات الفلùسطينية الداخلية حيث فûشلت كافة املحاولت للتوUصل اإىل تùسوية تنتهي بتûشكيل حكومة وحدة وطنية ففûشلت اجلهود املüرصية والقطرية والùسورية با إلVضافة اإىل اجلهود الداخلية التي بذلتها اجلبهة الûشعبية لتحرير فلùسطني واملبادرة الوطنية الفلùسطينية وحركة اجلهاد ا إلSسالمي وم ؤوSسùسات املجتمع املدين. اSستمر يف هذه ا ألثناء مùسلùسل النفالت ا ألمني والüرصاع الùسياSسي اإىل اأن مت التوUصل اإىل اتفاق مكة يف Tشباط/فرباير 2007 الذي جم د اخلالفات بني حركتي فتح وحماSس بûشكل م ؤوقت. Sساعد اتفاق مكة يف تقريب وجهات النظر بني اجلانبني لكنه مل ي ؤود اإىل اإنهاء النقùسام الùسياSسي بينهما اإذ انفجر الوVضع الداخلي مرة اأخرى وعاد القتتال بني اجلانبني بüصورة اأكرث TرشاSسة ومل ينته هذا الوVضع اإل بعد Sسيطرة حركة حماSس عùسكريا على قطاع غزة بعد اأربعة اأTشهر من اتفاق مكة لتبداأ مرحلة جديدة من الüرصاع الùسياSسي ا آلخذ بالتüصاعد بني احلركتني. 11. تûشكلت»القوة التنفيذية«يف Tشهر نيùسان/اأبريل 2006 بعد اأقل من Tشهر من تûشكيل حماSس للحكومة العاTرشة. تتكون»القوة التنفيذية«بüصورة اأSساSسية من كتائب القùسام وبع ض اأجنحة املقاومة ا ألخرى وتûشكلت نواتها ا ألوىل من 3000 عنüرص. وعن اأهداف القوة التنفيذية يقول Sسعيد Uصيام: جاءت لفرVض Sسيادة القانون وحماربة البلطجة والفلتان ا ألمني وSستكون مبثابة قوة تعزيزية ل أالجهزة ا ألمنية ول Sسيما الûرشطة الفلùسطينية إلعادة هيبتها ولن يكونوا بديال عنها ) Uصحيفة الرSسالة 4 اأيار/مايو 2006 العدد 396(. 12. للمزيد حول وثيقة الوفاق الوطني راجع مركز الزيتونة للدراSسات والSستûشارات على الرابط التايل:

19 حممود جرابعة [19] تظهر املقتطفات التالية املقتبùسة من خطابي )اأبو مازن( واإSسماعيل هنية اأمام املجلùس التûرشيعي فûشل اتفاق مكة يف اإذابة الفروقات بني برناجمي فتح وحماSس خطاب )اأبو مازن( اأمام املجلùس التûرشيعي خالل جلùسة الثقة بحكومة الوحدة الوطنية ) Uصحيفة ا أليام 18 اآذار/مارSس 2007(»ننبذ العنف بكل اأTشكاله ونùسعى اإىل حل يùستند اإىل الûرشعية الدولية عرب املفاوVضات«. خطاب اإSسماعيل هنية اأمام املجلùس التûرشيعي للحüصول على ثقته وعرVض برنامج حكومة الوحدة الوطنية ) Uصحيفة ا أليام 18 اآذار/مارSس 2007(»ت ؤوكد احلكومة ب أان المقاومة بكافة اأTشكالها مبا فيها المقاومة الûشعبية اجلماهريية Vضد الحتالل حق مûرشوع للûشعب الفلùسطيني كفلته ا ألعراف والمواثيق الدولية كافة ومن حق Tشعبنا الدفاع عن نفùسه اأمام العدوان ا إلSرسائيلي المتواUصل«. اأUصدر الرئيùس الفلùسطيني بعد Sسيطرة حماSس العùسكرية على قطاع غزة عûرشات املراSسيم الرئاSسية التي ت ضمنت اإقالة حكومة اإSسماعيل هنية واإعالن حالة الطوارئ وتعيني Sسالم فياVض 13 رئيùسا حلكومة الطوارئ. Sسيطرت حكومة الطوارئ املدعومة من حركة فتح والرئيùس الفلùسطيني على مقاليد احلكم يف ال ضفة الغربية فيما اSستمرت حكومة الوحدة الوطنية بزعامة اإSسماعيل هنية ودعم من حركة حماSس ب إادارة Tس ؤوون قطاع غزة. Tش دد احلüصار القتüصادي على قطاع غزة وتلقت ال ضفة الغربية وعودا دولية ب إانعاTش الوVضع القتüصادي فيها كما اSستنفرت من جديد اجلهود الدولية إلحياء عملية الùسالم. انûشغل الرئيùس حممود عباSس و»حكومة Sسالم فياVض«مب ؤومتر اأنابوليùس 14 ومن ثم م ؤومتر باريùس إلنعاTش الوVضع القتüصادي والذي تلقت على اأثره احلكومة الفلùسطينية وعودا من الدول املانحة ب 7.6 مليار دولر إلنعاTش الوVضع القتüصادي. انطلقت يف م ؤومتر اأنابوليùس مفاوVضات احلل النهائي لتùسوية الق ضية الفلùسطينية وTش كلت طواقم فلùسطينية واإSرسائيلية للبحث يف ق ضايا احلل الدائم )الالجئني واحلدود 13. يذكر اأن Sسالم فياVض Tشغل منüصب وزير املالية يف حكومة الوحدة الوطنية املقالة ويتمتع بعالقات واSسعة مع دوائر Uصنع القرار يف الوليات املتحدة ا ألمريكية بûشكل خاUص والغرب بûشكل عام. 14. عقد يف اأنابوليùس بولية مريلند ا ألمريكية يوم الثالثاء املüصادف 27 من تûرشين الثاين/نوفمرب مبûشاركة رئيùس الوزراء ا إلSرسائيلي اإيهود اأوملرت ورئيùس الùسلطة الفلùسطينية حممود عباSس والعديد من زعماء العامل ب ضمنهم العديد من الزعماء العرب واملùسلمني.

20 [20] حركة حماSس: مùسرية مرتددة نحو الùسالم واملùستوطنات والقدSس واملياه( واSستمرت اللقاءات الثنائية برعاية الوSسيط ا ألمريكي بني الرئيùسني الفلùسطيني وا إلSرسائيلي لكن دون التوUصل لنتائج ملموSسة تنعكùس على الûشارع الفلùسطيني. بل على العكùس من ذلك فقد تالTشت ا آلمال Tشيئا فûشيئا من اإمكانية اإجناز حل SسياSسي يقوم على اأSساSس الدولتني حيث تعزز النقùسام الفلùسطيني الداخلي بني ال ضفة الغربية وقطاع غزة واSستمرت اإSرسائيل يف خلق وقائع جديدة على ا ألرVض من خالل الSستيطان 15 وبناء اجلدار العازل واحلواجز املنتûرشة يف اأرجاء ال ضفة الغربية. تثري هذه ا ألحداث الùسياSسية وخاUصة مûشاركة حماSس يف النتخابات التûرشيعية وفوزها فيها العديد من التùسا ؤولت التي ارتبطت مبواقف حماSس من عملية الùسالم والعرتاف ب إاSرسائيل والتفاقيات املوقعة معها واملفاوVضات واملقاومة. فلماذا مل تنخرط حركة حماSس يف عملية الùسالم ومل تعرتف ب إاSرسائيل والتفاقيات املوقعة معها ومل تن ضم اإىل طاقم املفاوVضات الفلùسطيني - ا إلSرسائيلي ومل تنبذ العنف نحلل يف املحور التايل موقف حماSس من حل الدولتني والعرتاف ب إاSرسائيل والعوامل التي ت ؤوثر على موقف حماSس جتاه ذلك على اأن نحلل موقف حماSس من التفاقيات الفلùسطينية ا إلSرسائيلية واملفاوVضات ومرجعية م.ت.ف يف املحور الثاين وموقفها من املقاومة يف املحور الثالث وا ألخري. 2. موقف حماس من حل الدولتني ترتبط ا ألهداف الSسرتاتيجية حلماSس )حترير كامل فلùسطني التاريخية( ب إامكانية حدوث حتولت عاملية كنûشوء قوة اإقليمية يف املحيط مثل حزب اهلل و/او اإيران تùساهم يف تغيري موازين القوى املوجودة اليوم على اأرVض الواقع وخاUصة بعد احتالل العراق وتراجع املûرشوع ا ألمريكي يف الûرشق ا ألوSسط وانùسحاب اإSرسائيل من قطاع غزة يف اأيلول/ Sسبتمرب 2005 وفûشل اإSرسائيل يف حرب لبنان يف متوز/ يوليو يغذي هذه النظرة اعتقاد حماSس»ب أان اإSرسائيل دولة وظيفية يف املنطقة واأنها Sستنتهي بانتهاء وظيفتها«16 و»اأن جميع الحتاللت التي Tشهدها العامل قد زالت ول بد من زوال الحتالل ا إلSرسائيلي«. 17 ويف هذا ا إلطار تنظر حماSس لنفùسها يف هذه املرحلة على اأنها اأداة مقاومة تعمل على اإدامة الüرصاع العربي ا إلSرسائيلي حتى حتقيق الهدف ا ألSسمى وهو حترير كامل تراب فلùسطني التاريخية. ت ؤومن حماSس اأن للفلùسطينيني حقا دينيا وتاريخيا ب أارVض فلùسطني. تتبنى حماSس»موقفا عقائديا جتاه دولة اإSرسائيل وترف ض رف ضا قاطعا وجودها على ا ألراVضي الفلùسطينية ول يوجد قناعات 15. ت ضاعف الSستيطان بعد ما يقرب من العام من م ؤومتر اأنابوليùس 17 مرة عن العام الذي Sسبق امل ؤومتر كما اأكد ذلك Uصائب عريقات رئيùس دائرة Tس ؤوون املفاوVضات يف منظمة التحرير الفلùسطينية ) Uصحيفة ا أليام اخلميùس 4 كانون ا ألول/ديùسمرب 2008(. 16. فرج رمانة مقابلة Tشخüصية رام اهلل تûرشين الثاين/نوفمرب حممود الزهار مقابلة Tشخüصية غزة تûرشين الثاين/نوفمرب 2007.

21 حممود جرابعة [21] كثرية لدى احلركة بالتùسوية الùسياSسية مع اجلانب ا إلSرسائيلي ألSسباب SسياSسية واأيديولوجية بالدرجة ا ألوىل. حيث تعترب اأن التùسوية تعطي اإSرسائيل حق الوجود يف املنطقة«. 18 لكن تقر حركة حماSس اأنها ل تùستطيع هذه ا أليام حتقيق هدفها الSسرتاتيجي )حترير كامل ا ألراVضي الفلùسطينية( 19 وذلك بùسبب اختالف موازين القوى ما بني اإSرسائيل والعامل العربي من جهة ودعم الوليات املتحدة بûشكل خاUص والغرب بûشكل عام إلSرسائيل من جهة اأخرى واإدراك احلركة»اأن الظروف العربية والدولية قد تغريت واأن العامل العربي يعاين من حالة Vضعف واأن هناك اتفاقيات Sسالم وقعتها اأطراف عربية والùسلطة الفلùسطينية مع اإSرسائيل«20 لذا تقبل حماSس بحلول مرحلية تùساعدها على البقاء والSستمرار يف مùساعيها لتحقيق اأهدافها الSسرتاتيجية. يتمثل احلل املرحلي الذي تقبل به حماSس بدولة فلùسطينية على ا ألراVضي املحتلة عام 1967 ولكن»دون العرتاف ب إاSرسائيل اأو التنازل عن جزء من فلùسطني بل اأن ت أاخذ حماSس ما تùستطيع حتقيقه وترتك الباقي ل أالجيال القادمة«. 21 فما هي العتبارات التي تدفع حماSس لرف ض العرتاف ب إاSرسائيل. االعتبار األول: يتعلق بالبعد الSسرتاتيجي املتداخل مع ا أليديولوجية الدينية يف فكر حماSس حيث تعتقد احلركة اأن اأرVض فلùسطني التاريخية هي اأرVض وقف اإSسالمي على اأجيال املùسلمني اإىل يوم القيامة ل يüصح التفريط اأو التنازل عن اأي جزء منها. 22 تتمتع فلùسطني بخüصوUصية دينية متيزها عن باقي اأراVضي املùسلمني ففيها املùسجد ا ألقüصى اأوىل القبلتني وثالث احلرمني الûرشيفني موقف حركة حماSس من التùسوية الùسياSسية اإن مبداأ التùسوية الùسياSسية اأيا كان مüصدرها اأو اأيا كانت بنودها ف إانها تنطوي على التùسليم للعدو الüصهيوين بحق الوجود يف معظم اأرVض فلùسطني وما يرتتب عليه من حرمان املاليني من اأبناء الûشعب الفلùسطيني من حق العودة وتقرير املüصري وبناء الدولة املùستقلة على كامل ا ألرVض الفلùسطينية واإقامة امل ؤوSسùسات الوطنية. وهو اأمر ل ينايف فقط القيم واملواثيق وا ألعراف الدولية وا إلنùسانية بل يدخل يف دائرة املحظور يف الفقه ا إلSسالمي ول يجوز القبول به. ف أارVض فلùسطني اأرVض اإSسالمية مباركة اغتüصبها الüصهاينة عنوة ومن واجب املùسلمني اجلهاد من اأجل اSسرتجاعها وطرد املحتل منها. who.htm#8 18. غازي حمد مقابلة Tشخüصية غزة تûرشين الثاين/نوفمرب نفùس املüصدر الùسابق. 20. نفùس املüصدر الùسابق. 21. حممود الزهار مقابلة Tشخüصية مüصدر Sسبق ذكره. 22. ميثاق حماSس املادة 11 يف: عبد اهلل عزام حماSس اجلذور التاريخية وامليثاق القدSس دار ا إلباء للنûرش والتوزيع 2005 Uص 78.

22 [22] حركة حماSس: مùسرية مرتددة نحو الùسالم ومنها عرج الرSسول ) Uص( اإىل الùسموات العلى كما ورد ذكرها يف العديد من ا آليات وا ألحاديث النبوية الûرشيفة. ومبا اأن هذه ا ألرVض هي اأرVض وقف اإSسالمي مت احتاللها بالقوة املùسلحة من قبل اإSرسائيل لذا ل بد من اأن تعمل حماSس على رفع راية اهلل على كل Tشرب منها 23 وتعزز حماSس مواقفها هذه من خالل اإميانها بحتمية زوال اإSرسائيل 24 الواردة يف القراآن الكرمي والùسنة النبوية الûرشيفة. 25 كما تعتقد قياداتها اأن للûشعب الفلùسطيني ا ألحقية الدينية والتاريخية يف هذه ا ألرVض 26 كونها وطن قومي وتاريخي للûشعب الفلùسطيني ل يجوز التنازل عنه اأو التفريط ب أاي جزء منه. ميثاق حماس املادة 11»تعتقد حركة املقاومة ا إلSسالمية اأن اأرVض فلùسطني اأرVض وقف اإSسالمي على اأجيال املùسلمني اإىل يوم القيامة ل يüصح التفريط بها اأو بجزء منها اأو التنازل عنها اأو عن جزء منها ول متلك ذلك دولة عربية اأو كل الدول العربية ول ميلك ذلك ملك اأو رئيùس اأو كل امللوك والر ؤوSساء ول متلك ذلك منظمة اأو كل املنظمات Sسواء كانت فلùسطينية اأو عربية ألن فلùسطني اأرVض وقف اإSسالمي على ا ألجيال ا إلSسالمية اإىل يوم القيامة«. ميثاق حماس املادة 13»تتعارVض املبادرات وما يùسمى باحللول الùسلمية وامل ؤومترات الدولية حلل الق ضية الفلùسطينية مع عقيدة حركة املقاومة ا إلSسالمية فالتفريط يف اأي جزء من فلùسطني تفريط يف جزء من الدين فوطنية حركة املقاومة ا إلSسالمية جزء من دينها على ذلك تربى اأفرادها ولرفع راية اهلل فوق وطنهم يجاهدون«. Sساهمت هذه املوقف يف تقييد خطوات حماSس جتاه القبول بحل الدولتني ومن ثم العرتاف ب إاSرسائيل اإذ Sسيفùرس اعرتاف حماSس ب إاSرسائيل ومن ثم القبول مببداأ حل الدولتني ب أانه تنازل من قبل احلركة عن جزء اأSساSسي من اأراVضي املùسلمني وهي اأراVضي فلùسطني التاريخية والتي ترتبط لدى املùسلمني مبûشاعر دينية وخاUصة مدينة القدSس. ويف حال اإقدام حماSس على العرتاف ب إاSرسائيل ف إان ذلك Sسيعمل على فقدانها خلüصوUصيتها كتنظيم اأيديولوجي يرى املعركة على اأرVض فلùسطني كجزء من معركة اأكرب تهدف لSستعادة ا ألمة العربية وا إلSسالمية لدورها التاريخي ما قبل انهيار اخلالفة العثمانية بعد احلرب 23. ميثاق حماSس املادة 6 يف: عبد اهلل عزام نفùس الüصدر الùسابق Uص يدلل على هذه احلتمية خطابات احلركة يف املùساجد والùسجالت الفكرية الداخلية ومنابرها ا إلعالمية والتي تردد فيها املقولة الûشهرية للûشيخ اأحمد ياSسني» Sسيهزم هذا العدوان وSستكون نهاية هذا الكيان يف الربع ا ألول من القرن احلايل فعليكم اأن تنتظروا«والتي ترددها ف ضائية ا ألقüصى التابعة حلركة حماSس بûشكل مùستمر. 25. اأنظر ا آليات )7-4( من Sسورة ا إلSرساء التي تتحدث عن دولة اإSرسائيل واليهود يف القراآن الكرمي. 26. غازي حمد مقابلة Tشخüصية مüصدر Sسبق ذكره.

23 حممود جرابعة [23] العاملية ا ألوىل وSسيûشكل انتحارا SسياSسيا للحركة حùسب فرج رمانة 27 وتدمريا ملùستقبلها 28 حùسب اإSسماعيل هنية. محمود الزهار اخلليج ا إلماراتية 25 اآذار/مارSس 2007»الهدف الSسرتاتيجي حلركة حماSس Sسيبقى حترير كامل اأراVضي فلùسطني التاريخية حيث اأن هناك بûرشى قراآنية لنا ب أاننا Sسندخل املùسجد ا ألقüصى ودخول املùسجد ا ألقüصى يعني دخول العنوان اأي كل فلùسطني فهذه البûرشى ل يùستطيع اأحد اأن ينكرها ومن ينكرها فلرياجع اإميانه واإSسالمه«. االعتبار الثاني: يتعلق بطبيعة تركيبة حركة حماSس الداخلية )البنية التنظيمية( والتي تتكون من املتدينني. يûشكل الدين ا إلSسالمي عنüرصا اأSساSسيا من عناUرص خطاب احلركة وبنيتها التكوينية وهو ما انعكùس على كثافة خطابها الديني الذي توجهه احلركة لعناUرصها وقواعدها وخاUصة فيما يتعلق بحûشد وتعبئة املناUرصين وامل ؤويدين. 29 يجعل التثقيف الديني العايل لدى كوادر حماSس من تربير اأي مûرشوع اأو برنامج اأو حتول SسياSسي ترغب احلركة القيام به يف غاية الüصعوبة خاUصة بعد اأن اأUصبح العامل الديني متحكما ومرجعا رئيùسا لقواعدها يف كافة جمالت احلياة. تظهر على العكùس من ذلك قواعد حركة فتح )العلمانية نوعا ما( يف تعاطيها مع اأي حتول SسياSسي قد يغري مùسار احلركة. فعلى Sسبيل املثال مل جتد حركة فتح الكثري من العناء يف اإقناع قواعدها ومناUرصيها بقبول احلل الùسياSسي القائم على اأSساSس الدولتني ومن ثم العرتاف ب إاSرسائيل وتوقيع اتفاق اأوSسلو. رمبا تعود Sسهولة هذا التحول لدى قواعد فتح اإىل طبيعة التثقيف الùسياSسي والوطني الذي تركز عليه احلركة. وذلك بعكùس حركة حماSس التي ل تزال تغل ب الثقافة الدينية على حùساب الثقافة الùسياSسية. وكما يبدو ف إان املبداأ ال ضابط واملركزي لرف ض حماSس العرتاف ب إاSرسائيل ومن ثم القبول مببداأ حل الدولتني كما تüصوره حركة حماSس هو املبداأ الûرشعي. فالعرتاف ب إاSرسائيل حùسب مروان اأبو راSس حرام Tرشعا. 30 من املرجح اأن ي ؤودي جتاوز حماSس لهذا املبداأ الûرشعي 27. فرج رمانة مقابلة Tشخüصية مüصدر Sسبق ذكره. 28. اإSسماعيل هنية Uصحيفة احلياة 20 تûرشين ا ألول/اأكتوبر يظهر ذلك بوVضوح يف خطاب قناة ا ألقüصى الف ضائية واملركز الفلùسطيني ل إالعالم التابعني حلماSس با إلVضافة اإىل بيانات احلركة. 30. تüرصيحات للعديد من قادة حماSس حول حرمة العرتاف ب إاSرسائيل وعدم Tرشعية وجودها. اأنظر حول هذا املوقف تüرصيحات مروان اأبو راSس اأحد قيادات حماSس ورئيùس رابطة علماء فلùسطني املنûشورة يف Uصحيفة الوطن الùسعودية 19 تûرشين الثاين/نوفمرب وقد طالب اأبو راSس علماء ا ألمة ا إلSسالمية ب إاUصدار فتوى حترم العرتاف ب إاSرسائيل.

24 [24] حركة حماSس: مùسرية مرتددة نحو الùسالم الذي ربت اأفرادها وعناUرصها عليه اإىل انûشقاق احلركة يف حال اأقدمت على خطوة جتاه القبول العلني بحل الدولتني ومن ثم العرتاف ب إاSرسائيل دون ا ألخذ بعني العتبار طبيعة الرتكيبة الدينية املبنية عليها احلركة. Sستحتاج حماSس يف حال قررت ا إلقدام على خطوة جتاه العرتاف ب إاSرسائيل لفرتة طويلة من الزمن لتهيئة قواعدها واأنüصارها بالùسند الûرشعي الذي ميكن اأن تربر من خالله العرتاف ب إاSرسائيل كما Sستحتاج احلركة اإىل SسياSسة موازية مع اجلناح العùسكري للحركة والذي قد يت أاثر ب أاي حتولت جذرية تقوم بها حماSس والتي من املمكن اأن ت ؤودي اإىل انفüصال هذا اجلزء من احلركة عن جùسمها الرئيùس اأو اإقدام عناUرص من جناحها املùسلح على الن ضمام لتنظيمات جهادية اأخرى كتنظيم القاعدة اأو 31 حركة اجلهاد ا إلSسالمي. االعتبار الثالث: يتعلق بùسعي حركة حماSس للتمايز يف مواقفها الùسياSسية عن التنظيمات الùسياSسية الفلùسطينية ا ألخرى موسى أبو مرزوق: يجب تصحيح خطأ وخاUصة حركة فتح و م.ت.ف. االعتراف بإسرائيل ويف هذا ا إلطار تربر حركة حماSس رف ضها العرتاف ب إاSرسائيل ومن ثم Uصحيفة الرSسالة اخلميùس Tشباط/فرباير العدد 384 القبول بحل الدولتني ب أان العرتاف ب إاSرسائيل من اختüصاUص م.ت.ف اإن» Tرشعية الحتالل ل ميكن العرتاف بها.. ثم اأي التي فعلت ذلك مقابل وعود بدولة اإSرسائيل التي نùسعى لالعرتاف بها... اإSرسائيل التي فلùسطينية مل تتحقق حتى ا آلن Vضمت القدSس.. اأم اإSرسائيل التي Vضمت اجلولن... اأين فحماSس حùسب القيادي فيها يحيى حدود اإSرسائيل التي يùسعى لالعرتاف بها.. هل Vضمن موSسى»العبادSسة«قد تعلمت من حدود اإSرسائيل ال ضفة الغربية... هل املùستوطنات Vضمن اأخطاء املنظمة. 32 كما اأن القانون حدود اإSرسائيل اأم ل... هل عودة الالجئني مقبولة الدويل من وجهة نظرها ل يلزمها عند اإSرسائيل حتى يعودوا لوطنهم ثم يطرح موVضوع العرتاف «. العرتاف بكيان اآخر كونها ل متلك الüصفة التمثيلية للûشعب 33 الفلùسطيني واأن العرتاف يكون عادة بني الدول.»فالعرتاف ب إاSرسائيل خروج على اأحكام الûرشيعة فمن اSستحل ذلك كفر وخرج عن اأمة ا إلSسالم«حùسب اأبو راSس. 31. اأTشار اأحد نûشطاء حماSس اإىل اأن احلركة بداأت م ؤوخرا ب إاجراء ورTشات عمل وندوات مكثفة لتثقيف قواعدها وم ؤويديها بالفكر الوSسطي الذي تتبناه حيال املجتمع كما حتاول احلركة من خالل هذه اللقاءات الت أاكيد على اأنها بقيت متمùسكة بثوابتها بعد دخولها النتخابات التûرشيعية واأنها مل تقدم تنازلت يف هذا اجلانب. وقد تركزت هذه الندوات بûشكل اأSساSسي يف الùسجون ا إلSرسائيلية وخاUصة بعد امليول الواVضحة التي اأبداها بع ض عناUرص احلركة جتاه فكر تنظيم القاعدة. )قيادي من حماSس ف ضل عدم اإيراد اأSسمه رام اهلل كانون ثاين/يناير 2008(. 32. يحيى موSسى»العبادSسة«مقابلة Tشخüصية غزة تûرشين الثاين/نوفمرب فرج رمانة مقابلة Tشخüصية مüصدر Sسبق ذكره.

25 حممود جرابعة [25] 3.تبدل املواقف )حتوالت حماس جتاه حل الدولتني( اأظهرت حركة حماSس بعد فوزها يف النتخابات التûرشيعية العديد من املواقف الرباغماتية التي ميكن تفùسريها ب أان احلركة تقبل عمليا بحل الدولتني وخاUصة عندما وافقت على اإقامة دولة فلùسطينية على ا ألراVضي املحتلة عام 1967 واعرتفت ب إاSرسائيل ك أامر واقع وتعاطت مع قرارات الûرشعية العربية والدولية وطرحت الهدنة كاSسرتاتيجية مùستقبلية تتيح للحركة خماطبة العامل من خاللها واحرتمت التفاقيات الفلùسطينية - ا إلSرسائيلية وبداأ يتبلور داخلها توجهات تقبل باملفاوVضات الùسياSسية مع اجلانب ا إلSرسائيلي )اأنظر املحور الثاين( وهداأت احلركة من عملها املùسلح وربطته مبûرشوعها الùسياSسي )اأنظر املحور الثالث(. با إلVضافة اإىل بداية بروز توجه داخل حماSس يتجاوز يف مواقفه مواقف احلركة الرSسمية ولديه الSستعداد للتعاطي مع ا ألفكار املطروحة حلل الق ضية الفلùسطينية واإنهاء الüرصاع العربي ا إلSرسائيلي وخاUصة يف ظل تüرصيحات للمùستûشار الùسياSسي لرئيùس الوزراء اإSسماعيل هنية ب أان حركة حماSس» Sستûشهد حتولت عميقة«. 34 اأبرز امل ؤوTرشات على التحولت داخل حماSس تتمثل فيما يلي: أوال : من دولة إسالمية على أراضي فلسطني التاريخية إلى دولة على األراضي احملتلة عام 1976: اأعادت حركة حماSس بعد فوزها يف النتخابات التûرشيعية الثانية الت أاكيد على مواقفها الùسابقة القاVضية ب رضورة اإقامة دولة فلùسطينية على ا ألراVضي املحتلة عام 1967 مقابل هدنة. 35 جاءت مواقف حماSس اجلديدة بعد اأن اأدركت احلركة»اأن خيار زوال دولة اإSرسائيل غري متاح ا آلن«36 واأن احلركة»ل تùستطيع تدمري دولة اإSرسائيل اأو اإزالتها من الوجود فهذه ليùست مهمة حماSس واإمنا مهمة ا ألمة ا إلSسالمية«37 كما اأن 34. اأحمد يوSسف فكر حماSس قد يûشهد حتولت اأيديولوجية Uصحيفة الûرشق ا ألوSسط 14 اآذار/مارSس متتد اجلذور التاريخية للهدنة يف فكر حماSس اإىل بداية التùسعينيات من القرن املاVضي عندما طرح املكتب الùسياSسي للحركة ق ضية الهدنة مقابل دولة فلùسطينية على ا ألراVضي املحتلة عام (Khaled Hroub, Hamas, Political Thought and Practice, (Washington, DC, Institute for Palestine Studies, Second Printing, 2002 (P73-77) وقد اأعاد الûشيخ اأحمد ياSسني الت أاكيد على هذه الهدنة بعد خروجه من الùسجن عام وبعد اندلع انتفاVضة ا ألقüصى اأخذت الهدنة تتبلور بûشكل واVضح وجلي يف خطاب حماSس وخاUصة بعد اإحùساSس احلركة ب رضورة طرح مبادرة SسياSسية تùستطيع من خاللها اأن حتقق Tشيئا من مطالبها يف ظل اSستهداف اإSرسائيل لقياداتها وكوادرها يف ال ضفة الغربية وقطاع غزة وتûشديد احلüصار الدويل املفروVض عليها. وقد قام الûشيخ اأحمد ياSسني بطرح هدنة يف 9 كانون ثاين/يناير 2004 مقابل اإقامة دولة فلùسطينية يف ال ضفة والقطاع Vضمن حدود 1967 وجاءت تüرصيحات عبد العزيز الرنتيùسي لوكالة رويرتز بعد اأSسبوعني من مقابلة ياSسني لتعطي دفعة اإVضافية للهدنة بعد اأن توUصلت حماSس اإىل نتيجة مفادها اأنه من الüصعب حترير كل ا ألراVضي الفلùسطينية يف هذه املرحلة ولذلك فهي تقبل حتريرا تدريجيا موVضحا اأن حماSس تقرتح هدنة تùستمر 10 Sسنوات مقابل انùسحاب اإSرسائيل واإقامة دولة فلùسطينية يف ال ضفة مبا يف ذلك القدSس والقطاع. 36. غازي حمد مقابلة Tشخüصية مüصدر Sسبق ذكره. 37. عدنان عüصفور. Uصحيفة الرSسالة Tشباط/فرباير العدد 383.